ألكساندر بيرنر 13 عاماً من العطاء... - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

ألكساندر بيرنر 13 عاماً من العطاء
«جولاني» - 10\09\2009
أتت به الصدفة إلى الجولان، لكن وفاءه وحبه لمهنته ربطاه بالمكان والناس، فاختار البقاء هنا رغم وجود ظروف أفضل للعمل في أماكن أخرى. على يديه تعلم العشرات من أطفال الجولان الموسيقى.. فأحبوه... نسج مع أهلهم علاقات صداقة.. فبادلوه بالاحترام والمودة... إنه معلم الموسيقى ألكساندر إيساكوفيتش بيرنر، الذي يناديه الجميع هنا باسم ألكس...

يروي ألكس قصته فيقول:
في العام 1995 توفيت أمي التي كانت تعيش في إسرائيل، فقدمت مع العائلة من الاتحاد السوفييتي لتشييع جنازتها. وفي هذه الفترة كان انهيار الاتحاد السوفييتي، وكانت الحياة في بيلاروسيا حيث كنا نعيش محفوفة بالمخاطر. وبالرغم من أن ظروف عملي كانت جيدة هناك، حيث كنت مديراً لمدرسة موسيقية، إلا أن الخوف من المستقبل والخوف على مستقبل ابني بالتحديد دفعني للبقاء هنا.

ما هي قصتك مع الجولان؟
في العام 1996 تعرفت على شخص من مجدل شمس عرف أنني أعلم الموسيقى، فطلب مني الحضور إلى هنا لتعليم ابنه وبعض الأطفال. وبعد عدة أشهر تعرفت على هاني أبو صالح الذي اتفقت معه على العمل عنده في تعليم الموسيقى للأطفال، فعملت عنده خمس سنوات. ولكن دائماً كانت تشغلني فكرة أن تكون هناك مؤسسة جدية قادرة على دعم هؤلاء الأطفال الذين أعلمهم، لذا انتقلت في العام 2003 إلى العمل في جمعية الجولان للتنمية ولا زلت أعمل فيها حتى الآن.

ما هو المستوى الموسيقي الذي يصل إليه الطفل؟
أطفالنا يتلقون تعليماً محترفاً في الموسيقى الكلاسيكية، ويحصلون على مستوى جيد مقارنة بالمستوى العالمي، وقد حصل عدد منهم على مراكز أولى في مسابقات عدة. الآن لدينا أطفال من مختلف قرى الجولان وهذا أمر جيد.

هل أنت راض عن عملك هنا؟
كانت أمنيتي ولا زالت أن يتعلم الأطفال الموسيقى مجاناً.. ولكن للأسف الشديد هذا غير وارد حتى الآن... هناك العديد من الأطفال الموهوبين الذين لا يأتون إلى التعليم لأن أوضاعهم المالية غير جيدة. كذلك كان لدينا طلاب ممتازون تركوا التعليم لأنهم لم يكونوا قادرين على دفع التكاليف.
الموسيقى مهمة جداً للطفل، وهي تنمي إمكانياته بصورة هائلة. أنا لا أتكلم عن أولئك الذين سيصبحون موسيقيين في المستقبل، بل أن كل طفل يتعلم الموسيقى تنمو مواهبه جميعها بصورة كبيرة، وهذا أم غاية في الأهمية، وللأسف لا يفهم جميع الناس هذا...

هل تفعل شيئاً لمساعدة هؤلاء الأطفال؟
مؤخراً توجه إلي عدد من الطلاب الذين كانوا سابقاً يدرسون الموسيقى لدي هنا، وقالوا بأنهم يريدون الاستمرار في تعلم الموسيقى لكنهم غير قادرين على دفع تكاليف التعليم، لذا قمنا بالاتفاق مع مركز فاتح المدرس، الذي أعطانا مكاناً بالمجان لنعمل فيه، وأنا أعمل منذ فترة مع هؤلاء الأطفال مجاناً ودون مقابل وفي وقتي الخاص.

هل لديكم مشاريع مستقبلية لاستغلال مواهب هذا الكم من العازفين؟
حالياً نقوم بتجميع فرقة موسيقية شرقية، ستتكون من عدد من الطلاب الذين درسوا الموسيقى لدينا سابقاً، ويساعدني في ذلك السيد عقاب المغربي. هذه الفرقة بدأت تدريباتها بالفعل، ونأمل أن نرى ونسمع لها أمسية موسيقية قريباً.

هل ترى مستقبلا لهؤلاء الأطفال في الموسيقى؟
كنت آمل أن يتابع عدد من طلابنا دراسته الموسيقية بصورة أكاديمية في الجامعة. لدينا عدد من طلابنا الذين فعلاً تابعوا دراستهم، مثل هشام أبو جبل الذي أنهى دراسته الأكاديمية في القدس ويعمل حالياً كمدرس للموسيقى. كذلك شادي عويدات، وهو فتى موهوب في العزف على الجيتارة، يتعلم حالياً في تل أبيب ويعزف ضمن فرقة موسيقية عالية المستوى.
لدينا أمثلة أخرى مثل عمرو مداح عازف الكمان والساكسوفون، ودعاء أبو صالح عازفة البيانو، وهما عازفان موهوبان جداً، وكنت أتمنى أن يتابعا تعليمهما الموسيقي أكاديمياً، لكن للأسف فإنهما لا يفكران بذلك.
أتمنى أن يفهم الأهل أن الموسيقى موضوع جدي جداً، وليست فقط للتسلية، فربما كان ذلك سيساعد على أن يختار أطفالهم متابعة تعلم الموسيقى أكاديمياً.

هل لديك كلمة أخيرة؟
أتوجه لمن يهمه الأمر أن يقدموا الدعم لتعليم الأطفال الموسيقى مجاناً، لأن في ذلك مصلحة كبيرة للمجتمع عامة. فمن يتعلم الموسيقى تتهذب نفسه ويصبح أكثر إنسانية ويبتعد عن المشاكل والانحراف، فهل هناك خير من ذلك لأي مجتمع!؟